الانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2025
في يوم الثلاثاء الموافق 11 نوفمبر 2025، أُجريت في جمهورية العراق الانتخابات البرلمانية لاختيار أعضاء مجلس النواب العراقي البالغ عددهم 329 مقعداً.
نتائج الانتخابات 2025
فيما يلي مقال تفصيلي عن خلفية الانتخابات، مجرياتها، النتائج، وما يمكن أن تترتب عليه من تداعيات.
خلفية الانتخابات
- تأتي هذه الانتخابات ضمن ما يُعد الدورة السادسة للبرلمان بعد سقوط النظام السابق عام 2003.
- تم تعديل نظام التصويت: ففي انتخابات 2025 أعيد إلى نظام التمثيل النسبي، بعد أن جرت انتخابات 2021 بنظام التصويت الفردي غير القابل للتحويل.
- الكثير من العراقيين يعبرون عن شعور بالإحباط تجاه الطبقة السياسية، باعتبار أن الخدمات الأساسية (كهرباء، ماء، بنى تحتية) لا تزال دون المستوى المطلوب.
- كذلك، دخلت الانتخابات في بيئة إقليمية مضطربة (منطقة الشرق الأوسط)، مع ضغوط من دول مجاورة ومصالح دولية تؤثر على المشهد العراقي.
مجريات العملية الانتخابية
- عدد المرشحين: حوالي 7,743 مرشحاً يتنافسون على المقاعد.
- عدد الناخبين المؤهلين: تقريبيّاً نحو 21.4 مليون ناخب قاموا بتحديث بياناتهم للحصول على بطاقة التصويت من إجمالي نحو 30–32 مليون مؤهل.
- بدأت عمليات التصويت الخاصة (للأمنيين والنازحين) قبل يوم التصويت العام.
- نسبة الإقبال: أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن معدل المشاركة تجاوز نسبة ** 55٪**.
- إغلاق مراكز الاقتراع: تم إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة السادسة مساءً بتوقيت بغداد دون تمديد.
النتائج الأولية والملاحظات
على الرغم من مشاركة نحو نصف الناخبين أو أكثر، فإن الشعور العام بين بعض المواطنين أن “الوجوه السياسية لا تختلف كثيراً” ولا تترجم إلى تغييرات حقيقية في الواقع المعيشي.من نتائج ما ورد حتى الآن: حركة الديمقراطي الكردستاني (KDP) حققت فوزاً بارزاً في مناطق الإقليم الكردي بما يزيد على نحو 9.4٪ من الأصوات حسب تقديرات أولية.
فيما يتعلق بالكتل الشيعية: يُتوقع أن يحصل محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء الحالي، على حصة كبيرة من المقاعد عبر تحالفه الانتخابي، لكن تم تحذيره بأن الفوز بعدد مقاعد لا يعني تلقائياً استمرار توليه المنصب، نظراً لتعقيدات بناء التحالفات.
التحديات التي تواجه ما بعد الانتخابات
بناء حكومة: رغم أن الانتخابات تحدد تشكيل البرلمان، فإن تشكيل الحكومة يتطلب تحالفات، ويُتوقع أن تحتاج مفاوضات مطولة بين الكتل المختلفة.
الشفافية والمشاركة: رغم ارتفاع نسبة المشاركة مقارنة بفترات سابقة، لا يزال هناك شك واسع بأن الانتخابات ستؤدي إلى تغييرات جوهرية، مما قد يُقلل من شرعية النتائج في نظر البعض.
لماذا يكتسب هذا الاستحقاق أهمية؟
لأول مرة بعد تعديل النظام الانتخابي، هناك محاولة لتعزيز تمثيل أكثر عدالة عبر النسب، ما قد يعيد توزيع النفوذ داخل البرلمان.يُنظر إليه كمؤشر على مدى قدرة العراق على معالجة أزماته الداخلية (خدمات، اقتصاد، أمن) وموازنة علاقاته الإقليمية.
كما يُشكل منعطفاً أمام شباب العراق الذين يرغبون في رؤية تغيير حقيقي، وليس فقط تغييرا في أسماء البرلمانيين.
الخلاصة
باختصار، انتخابات العراق لعام 2025 تمثل محطة مهمة في مسار الدولة العراقية بعد سنوات من التحديات. النتائج الأولية تشير إلى أن بعض القوى (كالحزب الكردي الديمقراطي) حققت مكاسب، وأن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد يكون في موقع قوي انتخابياً، لكن ليس مضموناً أن يستمر بمنصبه دون تسوية وتحالف.أما المواطن العراقي، ففي يده – من خلال مشاركته – أن يعزز خيار التغيير، لكن الأهم هو متابعة ما بعد النتائج: هل ستُترجم المقاعد إلى سياسات حقيقية؟ وهل سيُعطى الشعب العراقي خدمات أفضل وأمل أكبر؟
