مدرسة المهجر

مدرسة المهجر

 تتألف مدرسة المهجر التي أسسها الشعراء والأدباء العرب في مهجرهم خارج بلدانهم العربية ، ومعظمهم ينحدر من بلاد الشام (سوريا ولبنان) من مهجرين اثنين ؛ أحدهما المهجر الشمالي الذي نشأ عام ١٩٢٠ بالرابطة القلمية وهي جمعية أدبية ترأسها الشاعر الأديب جبران خليل جبران في الولايات المتحدة الأمريكية ، وشاركه في عضويتها ميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي ، وأصدروا مجلة (السائح) لإظهار إبداعاتهم الأدبية في المهجر ، والآخر المهجر الجنوبي ، وهو الرابطة الأندلسية التي هي أيضا جمعية أدبية أسستها الشعراء في دول أمريكا الجنوبية ، برئاسة ميشيل معلوف وإلى جانبه شفيق المعلوف ورشيد سليم الخوري وسواهم . ومن أهم خصائص مدرسة المهجر الموضوعية تصوير الحنين إلى الوطن ، والحوار مع الطبيعة والامتزاج بها ، والتأمل الذاتي وتحليل النفس الإنسانية ، ونشر المبادئ السامية ، ومن الناحية الفنية التمرد على الغرابة ، وعدم التكلف في اللغة المستخدمة ، والحرص على توظيف اللغة الحية المتمثلة بسلاسة الألفاظ ، وبساطة التراكيب ، وجمال التصوير ، فكانت مدرسة المهجر بهذه الخصائص الموضوعية والفنية تمثيلًا أمينا لمبادئ النزعة الرومانسية في الشعر والأدب .

 ميخائيل نعيمة

 ولد ميخائيل نعيمة الأديب والشاعر اللبناني في جبل صنين بلبنان عام ١٨٨٩ ، وكان من أبرز شعراء المهجر الذين شكلوا الرابطة القلمية في نيويورك . يعد من أهم رواد المدرسة الأدبية الحديثة في القرن العشرين . عاش حياته بين الولايات المتحدة ولبنان . وتنوعت الكتابات التي قدمها بين المسرح والفلسفة والشعر والنقد . له الكثير من المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية . وقد أضفى حبه للطبيعة والتأمل نكهة خاصة على أسلوبه وكتاباته التي ما زالت خالدة حتى يومنا هذا ، ويعد كثير منها :  مراجع أدبية مهمة . توفي الأديب ميخائيل نعيمة عام ١٩٨٨ عن عمر ناهز مئة عام في قرية الشخروب التي عاش فيها معظم حياته . له قصيدة بعنوان ( اغمض جفونك تبصر )  

أغمض جفونك تبصر
إذا سمـاؤك يوما تحجبت بالغيـوم خلف الغيـوم نـجـوم أغمض جفونك تبصر والأرض حولك إما توشحت بالثلوج أغمض جفونك تبصر تحت الثلـوج مـزوج وإن بليت بـداء وقيل داء عيـاء أغمض جفونك تبصر وعندما الموث يدنو أغمض جفونك تبصر في الداء كل الـدواء والأخذ يفغر فاه في الأخد مهد الحياه | % ٦٣ ] 

معاني المفردات 

  •  توشح : تلبس أو ارتدى .
  • المروج : مفردها المرج : أرض واسعة ذات نبات ومرعى للثواب .
  • عياء : مرض شديد لا طب له ولا برء منه . 
  • يفغر : يفتح . 

 التعليق النقدي 

 حاول الشاعر في هذه القصيدة أن يصور ما هو خارج نفسه بمرأة نفسه الصافية عبر الاستبطان الذاتي للعالم الذي يقع حوله ، فأكثر من صور الطبيعة التي تضيق بالشاعر ، غير أن ذات الشاعر هي التي تغير هذه الصورة الواقعية المأساوية بأخرى مثالية حالمة . فما أن يغمض الشاعر عينيه منتقلا إلى البصيرة الداخلية ستتحول الطبيعة والأشياء من حوله وتنقلب من داء إلى دواء ومن موت إلى حياة . ويدعى هذا : الطبيعة والأشياء من حوله وتنقلب من داء إلى دواء ومن موت إلى حياة . ويدعى هذا النوع من التحليل القائم على النظر إلى الصور الفنية التي يتألف منها العمل الأدبي نقدا فنيا الذي تعرفت إليه عند دراستك قصيدة الشاعر الحبوبي ، وهو نوع من النقد يكشف عن أهمية التكرار في تعزيز المعنى ؛ فقد أكثر الشاعر من تكرار صوره المتوازية التي تعبر عن المعنى نفسه من أجل أن يدرك القارئ مقاصد الشاعر ولا سيما تكرار « أغمض جفونك تبصر » ، فهو يرسم يوتوبيا أو مدينة فاضلة بوصفها المثال الذي يطمح إليه الشاعر ، مقارنة بالواقع المأساوي المحيط به الذي يستجيب لنزعته الرومانسية في التعبير الشعري ، وهو ما سعى إليه الفلاسفة والأدباء أيضا من قديم الزمان ؛ فقد كتب إفلاطون جمهوريته الفاضلة ، وكذلك كتب الفارابي مدينته الفاضلة ، وتابعهما في هذا المسعى كثير من الأدباء والفلاسفة والمفكرين ، فهو حلم البشرية في البحث عن مدينة يسودها العدل والرخاء .

مدرسة المهجر
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-