النثر في العصر العباسي
أشكال النثر في هذا العصر
وهو المقامات . المقامات : المقامة : هي أحد فنون النثر في العصر العباسي ، وهي حكاية أشبه بالقصة القصيرة ، ابتدعها بديع الزمان الهمذاني ، تلتزم الشجع في نهايات عباراتها ، والغرض الأساسي منها تعليم الناشئة وطلاب الأدب التعبيرات البليغة والألفاظ الرشيقة . والمقامة تصور أحوال المجتمع في ذلك العصر ، فصورت جانب الخير والشر ، فضلا عن الحياة الاجتماعية كالملبس والمأكل وغيرهما وقد تعددت موضوعات المقامات كالزهد والمواعظ والوصف . . الخ .
تعتمد المقامة على أركان ثلاثة
- الراوي
- البطل
- الحكاية
بديع الزمان الهمذاني
هو أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ولد سنة ( 358 هـ ) ، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان ، ولد فيها ونسب إليها ، وكان يفتخر بأصله العربي ، امتلك الثقافتين العربية والفارسية ، كان لغويا وأديبا وشاعرا ، تنقل بين الحواضر الإسلامية والتقى علماءها ورجالاتها ، واتصل بالعالم والأديب الكبير أبي بكر الخوارزمي . وكان خفيف الظل ، حسن العشرة ، ظريف الطبع ، غزير الحفظ ، سريع الخاطر ، يملك نفسا أبية ، توفي بديع الزمان الهمذاني في مدينة هرات التي عاش فيها آخر أيامه سنة ( 395 هـ ) .
آثــــاره
مجموعة رسائل ، وديوان شعر ، والمقامات : وهي أهم ما خلفه بديع الزمان الهمذاني ، د ، ذاعت شهرتها في الآفاق ، ومازالت منارا يهتدي بها من يريد التأليف المقامة ، ويمنح الناس القصص البارعة الطريفة ، ويزود طلاب العلم بما يلزمهم من الدرر الثمينة في ميدان سخر في الإسلوب ، وغرابة اللفظ وسمو المعنى . المقامة العلمية : للحفظ ثلاثة أسطى حدثنا عيسى بن هشام قال : كنت في بعض مطارح الغربة مجتازا ( ۱ ) ، فإذا أنا برجل يقول لآخر : بم أدركت العلم ؟ وهو يجيبه ، قال : طلبته فوجدته بعيد المرام ( ٢ ) ، لا يصطاد بالشهام ، ولا يقسم بالأزلام ( 3 ) ، ولا يرى في المنام ، ولا يضبط باللجام ، ولا يورث عن الأعمام ، ولا يستعار من الكرام ، فتوسلت إليه بافتراش المدر ( 4 ) ، واستناد الحجر ، ورد الضجر ( 5 ) ، وركوب الخطر ، وإدمان الشهر ، واصطحاب الشفر ( 6 ) ، وكثرة النظر ( 7 ) ، وإعمال الفكر ، فوجدته شيئا لا يصلح إلا للغرس ، ولا يغرس إلا بالنفس ، وصيداً لا يقع إلا في النذر ، ولا ينشب إلا في الصدر ( ۸ ) ، وطائرا لا يخدعه إلا قنص اللفظ ، ولا يعلمه إلا شرك الحفظ ، فحملته على الروح ، وحبسته على العين ( ٩ ) . وأنفقت من العيش ، وخزنت في القلب ، وحررت بالدرس ، واسترحتُ من النظر إلى التحقيق ، ومن التحقيق إلى التعليق ، واستعنت في ذلك بالتوفيق ، فسمعت من الكلام ما فتق الشمع ووصل إلى القلب وتغلغل في الصدر ( ۱۰ ) ، فقلت : يا فتى ، ومن أين مطلع هذه الشمس ؟ فجعل يقول : إسكندرية داري ( ١١ ) . . . لو قرفيها قراري لكن بالشام ليلي ... وبالعراق نهاري ( ١٢ ) .
النثر في العصر العباسي