أهمية تصنيف الكائنات الحية

 أهمية تصنيف الكائنات الحية 


لماذا يصنف العلماء الكائنات الحية ؟ 

عندما ترغب في الحصول على كتاب معين من مكتبة ما ، كتبها كثيرة ومبعثرة وغير مصنفة حسب موضوعات الكتب ، فإنك ستكون أمام مشكلة ، وستبذل جهداً كبيراً وتقضي ون كبيراً من أجل حلها . وقتاً وكذلك الحال عندما تريد الحصول على معلومة عن نوع من أنواع الكائنات الحية وذلك قد يسبب لك مشكلة ب حلّها ، لكن العلماء استطاعوا حلها من خلال تشخيص العديد يصعب من أنواع الكائنات الحية ، إذ أن هناك ما يقارب نصف مليون نوعاً من النباتات وما يقارب المليون والنصف من الحيوانات ، فضلا عن الكائنات الحية الأخرى كالبكتريا والفطريات والانواع التي لم تكتشف لحد الآن والتي يؤكد علماء التصنيف انها سترفع أعداد الأحياء الى مايزيد على عشرة ملايين نوعاً ، وتعد الحشرات أكبر مجموعة في أية مملكة من ممالك الكائنات الحية .

 ولقد وجد علماء الاحياء ان عليهم ان يكتفوا فقط بإطلاق أسماء على الكائنات الحية بل عليهم ايضاً أن يصنفوها ولم يكن هذا الاجراء مجرد رغبة في ترتيب الأشياء ضمن نظام وإنما هذا النظام هو وسيلة لخزن المعلومات الحياتية واسترجاعها ، وهذا هو علم التصنيف .

لذلك يمكن أن نعرف علم التصنيف بأنه العلم الذي يبحث في تشخيص وتسمية الكائنات الحية فضلاً عن تقسيمها الى مجموعات وكل مجموعة تمثل مرتبة معينة تمتاز الكائنات الحية فيها بصفات مشتركة .


ما مراتب التصنيف ؟ 

حدد العلماء لتصنيف الكائنات الحية سبعة مراتب هي

  1. المملكة : يجمع العلماء اليوم كل الكائنات الحية في خمس ممالك . ويعتمد تصنيف المملكة الى حد كبير على تركيب خلية الكائن الحي وعدد خلاياه وطريقة غذائه وحركته وخصائص التكاثر فيه . وعلى سبيل المثال ينتمي (القط الاليف) الى مملكة الحيوان كما مبين في ، وافراد هذه المملكة عديدة الخلايا وخلاياها معقدة ، وتتخذ من الكائنات الأخرى طعاما لها ، وتتحرك عادة وتتكاثر جنسياً .
  2. الشعبة : تضم المملكة عدة شعب : شعبة الحبليات التي ينتمي اليها القط الأليف ، تضم حيوانات كثيرة الأنواع تمتاز جميعها بصفات مشتركة خاصة بها .
  3. الصنف : تقسم الشعبة على أصناف ، وينتمي ( القط الأليف ) الى صنف الثدييات ( اللبائن ) وهي أرقى انواع الحيوانات الموجودة على الارض ، وسميت بهذا الاسم لانها تلد صغارها وترضعهم اللبن ( الحليب ) .
  4. الرتبة : ينقسم الصنف على رتب ، فمثلاً ينتمي  (القط الأليف) الى رتبة آكلات اللحوم ، وهي حيوانات تأكل في الغالب لحوماً ولها أنياب قوية تساعدها في ذلك .
  5. العائلة : تقسم الرتبة على عائلات وينتمي ( القط الأليف ) الى عائلة السنيوريات تشبهه في ذلك كل القطط والاسود والنمور .
  6. الجنس : تتكون كل عائلة من جنس واحد أو أكثر ، وينتمي (القط الاليف) الى جنس القطط والذي يشمل قطط أخرى كالقط البري والقط الصحراوي .
  7. النوع : يحتوي الجنس على نوع واحد أو أكثر ، ويتكون النوع من كائنات حية مترابطة ولها قدرة على التزاوج وانتاج نسل من نفس النوع ، نوع القط الذي اعتمدناه كمثال هو الأليف وبذلك يسمى نوعه بالقط الأليف .

حقيقة علمية 

 يمكن حدوث تزاوج بين بعض الأنواع المتقاربة ، ولكن النسل الناتج في الغالب يكون عقيماً مثل ما يحدث عند تزاوج ( الفرس ) وهي انثى الخيل مع ذكر الحمار ، والحيوان الناتج البغل ، وهو حيوان عقيم . 


ما أنظمة تصنيف الكائنات الحية ؟

توصل العلماء الى عدد من الأنظمة تم بوساطتها إيجاد ترتيباً أو نظاماً يقسم الكائنات الحية على مجموعات ذات صفات محددة متشابهة مما يسهل دراستها بعد تشخيصها ، وقد حددت هذه الأنظمة بالآتي :

 1. النظام الأصطناعي 

 وهو أقدم أنواع أنظمة التصنيف ، ويعد البابليون أول من وضع قوائماً تدل على تصنيف بدائي لحيوانات ونباتات ، أما أرسطو فقد بني تصنيفه على أساس التشابه في صفات مظهرية معينة ، فالتصنيف الذي يبنى على صفات مظهرية مثل اللون والعادات والشكل الخارجي هو تصنيف إصطناعي ، فمثلا تقسيم الحيوانات على حيوانات برية وحيوانات مائية ، أو تقسيمها على حیوانات آكلة اللحوم وحيوانات عشبية هو تصنيف إصطناعي . ويعد العلماء العرب مثل القزويني والجاحظ أول من خطى بالتصنيف خطوات ملموسة نحو التصنيف الإصطناعي  . 


2. النظام الطبيعي 

 يعتمد هذا التصنيف على التشابه الطبيعي بين الكائنات الحية مثل التركيب الداخلي والتشابه في وظائف الأعضاء والتكوين الجنيني فضلاً عن المظهر الخارجي ، كما يعكس هذا التصنيف علاقة القرابة بين مجاميع الأحياء ودرجة الرقي والتطور لكل كائن حي وموقع هذا الكائن من سلم التطور .


3. النظام التطوري 

يعد هذا النظام خطوة متطورة عن التصنيف الطبيعي ، حيث يرتكز على العلاقة الطبيعية والتطورية بين الأحياء ، لذلك فهذا النظام يرتب الأحياء في سلم تطوري يوضح نشوء بعضها من بعض ، فهو يضع الأحياء البدائية والأنواع التي تطورت منها . والنظام التصنيفي المتبع حاليا هو مزيج من الطبيعي والتطوري . 


أهمية تصنيف الكائنات الحية

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-