البحث العلمي في الجغرافية

 البحث العلمي في الجغرافية


خطوات البحث العلمي في الجغرافية يتألف البحث الجغرافي الناجح من تكامل خطوات متسلسلة تكمل بعضها البعض ، لأن إنجاز أية خطوة من تلك الخطوات تحدد طبيعة الخطوة التي تليها وترتبط جميعها على مايبذله الباحث من جهد وزمن تتطلبه تلك الخطوات لكي يمكن ان نصل الى بحث علمي متكامل ، وسوف نتطرق الى تلك الخطوات وبشكل مختصر وكالاتي :

1. الخطوة الاولى من خطوات البحث العلميه هي الملاحظة

 وتعرف بأنها المشاهدة الدقيقة للظاهرة المراد دراستها ، والملاحظة قد تكون مباشرة يمكن ان نحصل عليها من الطبيعة اي ان هنالك ظاهرة غريبة استحوذت على اهتمام الباحث ووجد رغبة لديه في دراستها ، او قد تكون بصورة مباشرة قد نصل اليها من خلال التجربة كما هو ا الحال المختبر او عند استعمال الوسائل التحليلية مثل الاساليب الاحصائية او البيانية او برامجيات التحليل الجغرافي كنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد . 


2. مشكلة البحث في ان اختيار 

مشكلة البحث وتحديدها بعناية يمثل الخطوة الثانية من خطوات البحث الجغرافي وتعرف مشكلة البحث بأنها سؤال غير مجاب عليه على سبيل المثال ( التباين المكاني لتلوث مياه نهر الراين ) و ( التباين المكاني للكثافات السكانية في مدينة بغداد واثرها على الاراضي الزراعية ) وعليه يمكن صياغة مشكلة البحث بالسؤال الاتي :


 ماهي الاسباب التي ادت الى زيادة تلوث مياه نهر الراين في فرنسا ؟  هل أثرت الكثافات السكانية العالية على المساحات الزراعية في مدينة بغداد ؟ وينطوي على هذه الخطوة تحديد الامتداد المكاني والزماني لتلك المشكلة وبعبارة أخرى تحديد المساحة الجغرافية التي تضمها تلك الظاهرة والمدة الزمنية التي تطلبتها الظاهرة ، ونظراً لتعدد حقول المعرفة الجغرافية فقد تعددت وتنوعت تلك المشاكل والتي لا يمكن احتواءها في دراسة واحدة ولذلك لابد من تصنيفها او تبويبها ، وتعتمد تلك التصانيف بدرجة كبيرة على حقول المعرفة الجغرافية وعلى تخصص الباحث ، ونظراً لاهمية المشكلة هنالك صفات يجب ان تتصف بها مشكلة البحث وهي :

  • اهميتها للباحث .
  • امكانية الحصول على بياناتها .
  • تركيزها على العلاقات والارتباطات المكانية .

ان مشاكل البحث الجغرافي الجيدة في الجغرافية لا حصر لها ويحدد هذه المشاكل كثير من الاحيان الاساتذه او الكتب او الرسائل العلمية او الدراسات الجامعية وبالرغم من ذلك فهنالك بعض المواضيع التي على الباحث تجنبها عند اختياره موضوعاً لبحثه وهي :


  1. المواضيع ذات التقنية العالية : وهي المواضيع التي تتطلب معرفة تقنية ودراسة متقدمة ومقدار كبير من الخبرة . 
  2. المواضيع التي يصعب بحثها لقلة مصادرها فوجود كتاب او كتابين عنها لايوفر معلومات مرضية عنها .
  3. المواضيع الواسعة جدا : وفي مثل هذه لابد من تحديدها اي تقسيمها بدلا من تجنبها .
  4. المواضيع المكررة : ويقصد بها المواضيع التي تم اشباعها لكثرة ماكتب عنها  .
  5. المواضيع التي لا يضمن فيها عدم ظهور الانحياز اي تتغلب فيها صفة العاطفة عند مناقشة الحقائق .

3. الفرضية

 تعرف الفرضية بانها الحلول الاولية لمشكلة البحث دون ان يتم التحقق او البرهنة عن صحتها وتاتي مصادر الفرضيات من اختصاص الباحث والمواضيع ذات الصلة بها ومن ثقافة المجتمع وخبرة الباحث ومن الضروري ان تتصف الفرضيات بوضوحها وقابليتها للاختبار وان تكون ذا علاقة وثيقة جدا بمشكلة البحث فعلى سبيل المثال يمكن ان تكون الفرضية لسؤال يتعلق بانخفاض درجات الحرارة في منطقة الجبال العالية فتكون فرضيتها هي نتيجة لعامل الارتفاع اذ كلما ارتفع سطح الأرض انخفضت درجات الحرارة ويمكن الاجابة على السوال السابق والخاص بتلوث نهر الراين هو ان هنالك تباينا في تلوث مياه نهر الراين بسبب ملوثات المصادر الصناعية التي تلقي مخلفاتها الى النهر مباشرة الامر الذي ادى الى تلوث مياهه لاسيما في الاقسام الجنوبية منه وفي المثال الثاني تكون الفرضية ان ارتفاع الكثافات السكانية في مدينة بغداد اسهمت في تقليص مساحة الاراضي الزراعية نتيجة لاستغلالها للسكن .


4. البرهان

 ان الخطوة الرابعة من خطوات البحث العلمي هو اختبار صحة الفرضية المختارة ومدى تقديمها للحلول الصحيحة والجذرية لتلك المشكلة ، وقد كانت الجغرافية سابقا تستخدم المقارنة البصرية اي الحكم على الظاهرة المدروسة بالعين المجردة لخرائط تلك المنطقة اما اليوم فقد تعددت تلك الوسائل كتقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية والطرق الاحصائية والرياضية والاشكال البيانية .


 5. التحليل 

يرتبط التحليل بدرجة كبيرة بالفرضيات التي وضعها الباحث حول مشكلة بحثه ، اذ يقوم بأختبار مدى ملائمة تلك الفرضيات وعلاقتها الوثيقة بمشكلة البحث واختبار الانسب والاكثر علاقة بتلك المشكلة ، ويتم ذلك من خلال استخدام التحليل اللفظي بواسطة الرموز اللفظية واساليب التحليل الكمي المبني على استعمال الخرائط والجداول الاحصائية وبعد الانتهاء من ذلك التمثيل تتم دراسة النتائج لبيان مدى صحة الفرضية ومن ثم قبولها او رفضها .


 6. التفسير 

 تلك يرتبط التفسير بدرجة كبيرة على التباين المكاني والعلاقات المكانية اذ يسعى علم الجغرافية الى تفسير ذلك التباين في ضوء علاقاتها وارتباطاتها المكانية الطبيعية والبشرية وبعبارة أخرى دراسة العوامل الطبيعية والبشرية التي ساهمت في تفاقم المشكلة في المنطقة ، على سبيل المثال لا يمكن تفسير التباين المكاني لكمية الامطار الساقطة في شمال العراق من دون معرفة علاقاتها المكانية المتمثلة بارتفاع السطح ( التضاريس ) حيث تزداد كمية التساقط مع زيادة الارتفاع من جهة وكذلك علاقاتها المكانية بسفوح الجبال المواجهة للرياح الرطبة اذ تزداد الامطار في ت تلك السفوح مقارنة بالسفوح الاخرى التي تقع في منطقة ظل المطر . طبيعة الجغرافية إن طبيعة الجغرافية متغيرة ، وكان ابرز تغيير هو الذي حصل في النصف الثاني من القرن العشرين ، وقد تضمن هذا التغيير كل من المحتوى والموضوع والهدف والطريقة والمنهج والتقنية ، وحتى المعايير العلمية المستخدمة في التحليل والتقويم والأدوات التي يستخدمها في هذه المعايير ، وقد ساعد على هذا التغير المبتكرات التكنولوجية كالحاسوب ، وما يرتبط بها من نظم كنظم المعلومات الجغرافية ، واستقلاليته في الحصول على البيانات كاستعمال الاستشعار عن بعد .

 

البحث العلمي في الجغرافية

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-