المذاهب الأدبية

المذاهب الأدبية


1: الكلاسيكية

 هي أول مذهب أدبي نشأ في أوربا في القرن السادس عشر بعد حركة البعث العلمي ، وأساسة بعث الآداب اليونانية واللاتينية القديمة ومحاولة محاكاتها لما فيها من خصائص فنية وقيم إنسانية . ولدى العودة إلى هذه الآثار القديمة أخذ العلماء يحللونها ليستنبطوا مبادئها وخصائصها التي ضمنت لها الخلود ، إما بالتذوق أو بالتحليل المباشر أو بما كتبه القدماء كأرسطو في كتابيه « الخطابة » و « الشعر » ، وهوراس في قصيدته الطويلة « فن الشعر » . وأما ( لفظ كلاسيك ) فيعني على نحو عام كل عمل عظيم وجميل خضع للتطور والتكامل سنين طويلة حتى بلغ غاية الاتقان ، وقد اشتقت الكلاسيكية على رأي فريق من الباحثين من لفظة ( الصف ) ، لأنه أدب صفي أو منهجي ، وعلى رأي فريق آخر من لفظة ( كلاسيك ) اللاتينية ، وتعني أعلى طبقة في المجتمع الروماني ، وعلى هذا الأساس يكون الأدب الكلاسيكي أدب الصفوة المختارة ، أو أرفع ألوان الأدب من حيث اللغة والمعنى والمنهج مما يليق بالصفوة المثقفة في المجتمع ؛ فالكلاسيكية هي التعبير عن الأفكار العالية والعواطف الخالدة بأسلوب فني متقن ، وتتمثل جذور الحركة الكلاسيكية بظهور الشاعر الايطالي ( دانتي ) مؤلف ( الكوميديا الإلهية ) التي بسط بها نظريته الشعرية الكلاسيكية وما تلاه من محاولات شعراء آخرين . ومن أعلام الكلاسيكية الغربية : ( بيير كورني ) و ( جان راسين ) و ( جان موليير ) .

 خصائص الكلاسيكية 

  1. الاعتماد على الحقيقة : وهذا يعني الاقتراب من الواقع والابتعاد من نزوات الخيال والوهم والهذيان ، فالحقيقي هو الجميل وهو الطبيعي ، فالطبيعة هي الشيء الممتع وكل مصطنع مقيت .
  2. العقلانية : ترى الكلاسيكية أن عقلنا هو الحكم الموجه وبه نستطيع التمييز بين الحقيقي والمزيف ، وهو الذي يمنعنا من أن ننساق إلى نزوات الخيال والأمور غير الواقعية والمبالغة في التعبير .
  3. تقليد القدماء : إن تكوين الملكة العقلية الصائبة لا يكون إلا بدراسة القدماء ، لأنهم كانوا أقرب منا إلى الطبيعة ؛ ولذلك حللوها بمزيد من البساطة ، واستطاعت مؤلفاتهم أن تثبت أمام الكثير من التغيرات السياسية والدينية والأخلاقية والفنية.
  4. الإتقان الفني : لا بد للكاتب الكلاسيكي من أن يتقن فنه ويصقله حتى يصل إلى درجة الكمال بشرط المحافظة على البساطة وعدم التكلف والتّصلع .
  5. القيم الاخلاقية : اتّجه الكتاب الكلاسيكيون إلى معالجة المشكلات الإنسانية ، ( الحب والبغض والهوى ، والغيرة والعقل ) ، وهو ما أدى إلى صوغ مثال جمالي وأخلاقي
  6. التعبير باللغة الوطنية : دعت الكلاسيكية إلى الكتابة باللغة المحلية من أجل إغنائها فضلاً عن تنوعها من كاتب إلى آخر ، كما كان للأسلوب صفات عامة مشتركة تنماز بالوضوح والبساطة .

الكلاسيكية في الأدب العربي 

هي المحافظة على شكل القصيدة العربية التقليدية ومحاولة إحياء نماذج الأدب القديمة ، أو بتعبير آخر هي الحفاظ على الصور الشعرية والصيغ اللغوية في الأدب العربي القديم ، فضلا عن محافظة الشعراء على هيكل القصائد التقليدية ، وإيلاء الاهتمام بحسن الاستهلال سواء بالتضمين أم بالتصريع ، والتقيد بوحدة القافية والوزن والروي . ومن أهم هؤلاء الأدباء والشعراء العرب الذين مثلوا هذا اللون من الكتابة) محمود سامي البارودي ، وأحمد شوقي ، وحافظ إبراهيم ، ومعروف عبد الغني الرصافي ، وجميل صدقي الزهاوي) . وقد بدأت الكلاسيكية في الأدب العربي بالظهور منذ بدايات القرن العشرين حين وجد بعض الشعراء أن الشعر العربي بدأ يسير باتجاه التدهور وأصبح فنا شكليا يعنى بالتزويق اللفظي ، وأصبح شعر مناسبات وإخوانيات ، ومن هنا أخذ الشعراء على عاتقهم مهمة إحياء الشعر العربي بالعودة إلى عصور الازدهار التي شهدها المجتمع العربي بغية الوصول إلى كتابة قصائد تُعيد إحياء النصوص العربية ومحاولة كتابة نصوص تتجاوز النصوص التي كتبت في حقبة العصور المتأخرة .


المذاهب الأدبية

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-