الأدب الحديث والشعر الحديث

الأدب الحديث والشعر الحديث


 الادب الحديث : اعتاد مؤرخو الأدب أن يجعلوا عام 1789 بداية للأدب العربي الحديث ، وهي السنة التي دخل فيها نابليون بونابرت مصر ، فكان ذلك إيقاظا لشعور الإنسان العربي بوجوب النهضة في مختلف ميادين حياته الاجتماعية والسياسية والحضارية . وكان الأدب أفضل معبر عن هذا الشعور العربي الجديد ، في مقابل السبات الطويل الذي ساد الأصقاع العربية المترامية وهيمن على حالتها الحضارية والعلمية والأدبية إبان ما يسمى بالفترة المظلمة التي تحكم فيها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا الأجانب من عثمانيين ومماليك وغيرهم . وقد تفاعل العرب مع المعطيات الحضارية الجديدة ، فكان لانتشار المطابع والصحافة أبلغ الأثر في نهضة الحياة الثقافية والأدبية ، فسار الأدباء على بعث روح الأدب العربي في عصوره الذهبية ، ونشأ جيل من الأدباء والشعراء أطلق عليهم جيل البعث والإحياء ، الذين شاركوا في إحياء الأدب العربي ، بعد أن كادت روح الإبداع تنطفئ فيه . ثم دخلت الأجناس والأنواع الأدبية الوافدة عن طريق الترجمة كالقصص والروايات والمسرحيات ، فكان للأدب العربي الحديث شأن عظيم في عالم اليوم بين مختلف الأمم . شأت حركة الشعر الجديد المسمى بالشعر الحر ، وتعاظم أثر الفنون السّردية کالرواية والقصة القصيرة ، وشاع بين الكتاب المسرح بنوعيه الشعري والتثري . وتنوعت مذاهب الأدب بين كلاسيكي ورومانسي ، وواقعي ، ورمزي . وكل ذلك ينبئ عن عمق هذا الأدب ورفعته وسموه .

 الشعر الحديث 

يعد الشعر العربي ديوان العرب وصناجتهم وأهم نتاجهم الأدبي على مر العصور ، وقد مر بك من قبل أن العرب في الجاهلية علقوا قصائدهم على أركان الكعبة تكريما وتعظيما لها فسميت بالمعلقات . ومع مطلع العصر الحديث ، نبغ في الشعر أجيال من الشعراء ، تقاسموا المجد الأدبي ، وصنعوا ملحمة الشعر العربي الذي يأبى التراجع عن حياة الناس وأخيلتهم وحاجاتهم . فنشأت مذاهب شعرية متنوعة كالكلاسيكية والرومانسية والواقعية والرمزية ، وتطورت أشكال القصيدة وهيئاتها ، فنشأت حركة الشعر الجديد المسمى بالشعر الحر في أربعينيات القرن الماضي وخمسينياته ، فبدلًا من وحدة البيت في القصيدة العربية القائمة على الشطرين ، استجدت وحدة بنائية جديدة ، هي وحدة التفعيلة في القصيدة الحرة وإلى جانب هذه الحركات القديمة منها كالشعر العمودي والموشحات ، والجديدة منها كالقصيدة الحرة المقفاة وغير المقفاة المدورة التي نشأت منذ بداية السبعينيات ، كانت هنالك حركة متوقدة لتكريس نوع آخر من القصيدة هي قصيدة النثر التي تخلو من الوزن . فخريطة الشعر العربي الحديث - عزيزي الطالب واسعة الحدود ومتداخلة مع ما يقع في العالم من حركات ومذاهب أدبية متنوعة تعبر عن حاجات الإنسان المعاصر وآماله ومخاوفه وطموحاته ورؤاه .


مدرسة الإحياء

 نشأت مدرسة الإحياء في أواخر القرن التاسع عشر ، مماثلة للنزعة الكلاسيكية الغربية في الأدب والفن ، فقد نادث ببعث التقاليد الشعرية العربية من لغة سامية وأسلوب جزل رفيع ، والمحافظة على تقاليد النظم العربي الموروث ، وقد يكون نشوؤها لرغبة الشعراء الإحيانيين في التعبير عن التذمر من واقع الأمة البائس ، سياسيا واجتماعيا . وتميز شعر هذه المدرسة بمحاكاة النّماذج الشعرية العربية القديمة منذ الشعر الجاهلي حتى الشعر العباسي ، وهدفهم في ذلك إحياء التقاليد الشعريةالعربية القديمة والمحافظة على الهوية الأدبية للأمة ، فضلا عن تميزهم بالذوبان في الروح الجماعية على حساب الفردية .


رواد هذه المدرسة 

معروف الرصافي وعبد المحسن الكاظمي ومحمد سعيد الحبوبي في العراق ، ومحمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم في مصر .


الأدب الحديث والشعر الحديث

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-